تشديدات أمنية واعتقالات بالجملة في صفوف الصحراويين
المغرب يسمح لوفد أوروبي بدخول لعيون ويمنع الصحراويين من التقائه
واجهت الفعاليات الحقوقية والمدنية بالصحراء الغربية المحتلة عراقيل كبيرة من طرف الأمن المغربي لدى سعيها الاتصال بوفد البرلمان الأوروبي الذي يزور المنطقة بهدف الوقوف على وضعية حقوق الإنسان للمواطنين الصحراويين تحت الاحتلال المغربي. كما شهدت مدينة العيون تشديدات أمنية مكثفة صاحبتها عمليات اعتقالات واسعة في صفوف الصحراويين لمنعهم ملاقاة أعضاء الوفد.
انتقدت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من خلال فرعها في مدينة العيون، عاصمة الصحراء الغربية المحتلة، منع عشرات المواطنين والنشطاء الحقوقيين الصحراويين من مقابلة بعثة البرلمان الأوروبي أول أمس، مبرزة في بيان لها ''أن أعضاءها أنفسهم منعوا مرتين من الوصول إلى البعثة، بالرغم من أن الأخيرة كانت قد طلبت حضورهم لمكان إقامتها بفندق ''البارادور''، وذلك بسبب منع المجموعة من الدخول من طرف عناصر قوات الأمن المغربية المنتشرة في كافة أنحاء المدينة''.
وأوضحت أنه بعد عمليات المنع على مرتين تم الاتصال من جديد ''بمنسق بعثة البرلمان الأوروبي الذي حضر شخصيا ليرافق أعضاء المكتب إلى مكان الاجتماع''. أين قدموا تقريرا عن وضعية حقوق الإنسان بمدينة العيون، وعن المضايقات التي يتعرض لها فرع الجمعية، والانتهاكات التي تطال المواطنين وكذا الظروف العامة المحيطة بزيارة البعثة.
بالموازاة مع ذلك أفاد بيان الكونفدرالية النقابية للجان العمالية بالصحراء الغربية أن وفدا من الكونفيدرالية منع هو الآخر من مقابلة بعثة تقصي الحقائق التابعة للبرلمان الأوروبي. وأوضح أعضاء الكونفيدرالية الصحراوية، التي تمثل عمال شركة فوس بوكراع للفوسفاط، وعددا من العمال الصحراويين السابقين في عهد الاستعمار الإسباني، تعرضوا للمنع من مقابلة البعثة الأوروبية، بل وتعرضوا للتعنيف والطرد من قبل قوات مغربية تحاصر مكان تواجد البعثة، حسب مصادر متعددة من عين المكان.
ونددت الكونفيدرالية، ''بهذا الحصار منتقدة برنامج وطريقة عمل البعثة الأوروبية، ومناشدة لكافة النقابات والمنظمات الدولية والضمائر الحية من أجل التدخل لرفع هذا الحصار عن النقابيين الصحراويين''.
وحسب موقع اتحاد الكتاب والصحفيين الصحراويين، فإن أجهزة الأمن المغربية منعت بمدينة العيون المحتلة عشرات المواطنين الصحراويين، بينهم ناشطون في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، من الوصول إلى فندق إقامة وفد البرلمان الأوروبي. وقالت مصادر حقوقية صحراوية للموقع إن ''دوريات مكثفة من رجال الأمن بزي مدني تصدت بعنف قوي للراغبين في مقابلة البعثة وقامت باعتقالهم بسرعة تلافيا للفت انتباه أفراد البعثة لوجود تجمعات شعبية''.
ويشار إلى أن وفدا مشتركا من البرلمان الأوروبي وصل أمس في زيارة رسمية إلى مدينة العيون المحتلة، يضم لجنة تقصي الحقائق حول انتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ولجنة المغرب العربي على مستوى البرلمان الأوروبي.
وكانت السلطات المغربية قد منعت منذ ذلك التاريخ وفد البرلمان الأوروبي من ولوج المناطق المحتلة بعد أن قام في شهر جوان 2006 بزيارة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين والمناطق المحررة من الصحراء الغربية.
المصدر :جريدة الخير الجزائرية